تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
شرح لمعة الاعتقاد
213133 مشاهدة
الحكمة في إدخال فضائل الصحابة في العقيدة

وإذا قلت: لماذا أدخلت فضائل الصحابة في أمر العقيدة؟ فالجواب للرد على أعدائهم الذين هم يتسمون بالشيعة، ويسميهم العلماء الرافضة، فإنهم حاربوا الصحابة وقاطعوهم وسبوهم وكفروهم تكفيرا علنيا، وجعلوهم شر الأمم وشر الأمة، وحكموا بردتهم؛ لأنهم ارتدوا، فلما أكثروا من سب الصحابة رضي الله عنهم اهتم العلماء بذكر فضائل الصحابة رضي الله عنهم فألف الإمام أحمد رحمه الله كتابا في فضائل الصحابة، مطبوع في مجلدين، ذكر فيه فضائل الخلفاء وفضائل غيرهم، وكذلك البخاري في كتابه الصحيح، وقال: كتاب فضائل الصحابة وكذلك مسلم والترمذي وابن ماجه وغيرهم من العلماء اهتموا بفضائل الصحابة رضي الله عنهم، حتى يردوا بذلك على هؤلاء الرافضة الذين يسبونهم ويلعنونهم ويكفرونهم نعوذ بالله.
هذا هو السبب في اهتمام العلماء رحمهم الله بذكر فضائل الصحابة وتبيينها لبيان حال هؤلاء الطاعنين والمكذبين لهم، ولا شك أن من طعن فيهم فقد طعن في الدين كله؛ لأنه إنما جاءنا عن طريقهم ما جاءتنا السنة والقرآن إلا بواسطتهم، فإذا كانوا كفارا مرتدين، فكيف يوثق بكلامهم؟ وكيف يوثق بروايتهم؟
ذكر العلماء أن ممن لا تقبل روايته صاحب البدعة، فإذا كان الصحابة مبتدعين أو مرتدين، فكيف يقبل ما جاء بواسطتهم؟ ولهذا الرافضة يسبونهم ويدعون أنهم كتموا القرآن، أنهم كتموا أكثر من ثلثي القرآن، أين كتموه؟ لأنه يشتمل على فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين هكذا زعموا، ولهذا كفرهم العلماء لما أنهم كفروا الصحابة، وطعنوا في الصحيحين، ولم يقبلوا أحاديث الصحابة، وكذلك أيضا طعنوا في القرآن وغلوا في علي وذريته أو بعض ذريته؛ فاستحقوا بذلك أن يكونوا كفارا.
.. نقف على ما يتعلق بالخلفاء الراشدين..